نموذج التركيز
يحدد التركيز أسلوبك في الحكم علي الآخرين وفي مشاعرك ، وتكون بؤرة الانتباه إيجابية أم سلبية .. ولكن مع الأسف ، وفي معظم الحالات ، تسيطر الناحية السلبية ، والشئ المشجع هو أننا نستطيع التحكم في تركيزنا وتغييره . أفضل إنسان بيننا يجد نفسه مركزاً علي النواحي السلبية لسلوك شخص آخر ، ملغياً بفعله هذا كافة الصفات الحميدة والمزايا المتوفرة لدي الشخص .
إن استعداد المرأة لشراء كميات ضخمة من الملابس مثلاً هو مشكلة بالنسبة للزوج الذي يفتقد القدرة علي التمويل ، في حالة اختياره التركيز علي هذه الناحية دون غيرها ، والتسرع في الحكم علي الآخرين قد يؤدي إلى الطلاق أو ما هو ألعن منه .
وهنا ينطبق الافتراض المسبق للبرمجة اللغوية العصبية : ” الخريطة ليست المنطقة ” .. من الواضح أن الإدراك ليس الحقيقة الملموسة .
وسوف يكون للموضوع الذي تصوب إليه تركيزك أثراً بالغاً في حياتك ، فإن حادثاً بسيطاً قد يتطور إلي تجربة سلبية . كما يقول المثل ” أينما ركزت الانتباه تدفقت الطاقة وظهرت النتيجة ”
التعميم :
هو عملية إيجاد خصائص في متتالية الأحداث ، أو هو القدرة علي التعلم واختزان المعطيات في الذهن دون تمثيلها بشكل واع في كل مرة .. مثلا .. عند دخولك غرفه مظلمة تكون استوعبت مفهوم مفتاح الإضاءة ، وكل مرة تدخل غرفه مظلمة تتجه يديك تلقائياً نحو مفتاح الإضاءة وتضئ الغرفة .
الناحية الإيجابية : في فن الاتصال الطيب يمكنك تعلم كيفية الاستماع والتكلم والابتسام ، مهما كان المكان والشخص والتحدي .
الناحية السلبية : تظل عملية التعلم وتثبيت المفاهيم هي ذاتها ، إلا أن المفاهيم المستوعبة قد تكون مرفوضة وغير مرغوب فيها . قد تكون لك تجربة سلبية مع شخص من جنسية مختلفة تجعلك تعمم أن تلك الجنسية من الناس بالذات سيئة أو بطالة بشكل عام . قد تصبح تجربة واحده فقط حكماً خاطئاً مدي العمر كله . من الضروري أن يلغي المرء قدرة التعميمات ، وأن يوجه اهتمامه دائماً إلي الناحية الإيجابية .
الإلغاء :
إن الإلغاء هو العملية التي نحذف من خلالها بعض النواحي والجوانب لتجربة معينة .. عندما تدخل غرفة لحضور حفل ، سوف تتذكر بعض الأشياء لكن لن تتذكر ألوان السجادة ، أو رسومات الستائر أو ألوان الجدران . إن تركيزك محدود علي ( 7 +/- 2 ) علي حد قول جورج ميلر .
الناحية الإيجابية : إن الشئ الحسن في الإلغاء أنه يمكنك من التركيز في قراءة كتاب .. وفي الوقت ذاته يلغي الأصوات المحيطة بك .
الناحية السلبية : يمكن اعتبار مثالنا المفضل للاتصال بالآخرين تعريفاً كاملا .. حينما تتكلم مع شخص ، قد تجد نفسك ملغياً آراءه ، ومركزاً فقط علي رأيك .. هكذا ، تقوم بتحديد ذاتك ، وتضيع فرصتك لبناء علاقة طيبة مع الناس ربما في إمكانهم مساعدتك في الحياة مستقبلاً .
يسير التعميم والإلغاء جنباً إلي جنب ، ورغم الوجود المؤكد لبعض الجوانب الإيجابية للتعميم والإلغاء ، مؤكد أنهما قد يؤديان أيضاً إلي التعاسة وتضييع الفرص والإفلاس . أما إذا استخدمنا بحذر وعناية التعميم والإلغاء قد يصبحان ميزة كبيرة لنا .
طبعاً مارس التعميم والإلغاء ، لكن افعل ذلك لمصلحتك لا ضد نفسك . بهذا ينسجم تركيزك مع نوعية الحياة التي طالما حلمت بها .